-->

قيامة الدناصوري

حسن عبدالموجود

عاش أسامة الدناصوري علي حافة الحياة

كان متأكدا طوال الوقت أن رحيله وشيك ولا مفر منه.

وإحساسه هذا كان سببا في دفعه إلي عدد من الحالات المختلفة.. فأحيانا كان يعتزل الناس ليتأمل وهو يشعر بأنه لا فائدة من أي شيء، لا الأصدقاء، ولا الزوجة ولا الشعر ولا حتي قصص الحب.. وأحيانا كان يريد أن يلهو كما لو أنه يبيح لنفسه متعة دنيوية أخيرة، يقحم نفسه في قصة عاطفية سرعان ما يخرج منها ليبدأ غيرها حتي ولو كانت هذه القصة وهمية أو في خياله فقط.

وأحيانا كان يلجأ إلي الشعر، والشعر كان يطاوعه أحيانا ويخاصمه أحيانا.

عاش الدناصوري حياته يطل من نافذة علي عالم آخر وشيك يعلم أنه لا فائدة ترجي من حجبه بالستائر وكتابه الأخير 'كلبي الهرم...' تأكيد علي إحساسه بالرحيل.. في هذا البستان يكتب أصدقاء قريبون لأسامة عنه كإنسان في المقام الأول وكشاعر له خصوصية وبصمة واضحة في عالم الكتابة، شاعر قاوم طويلا السقوط في هوة اليأس بالأمل والإحساس العالي بالإنسان.

Top